قصائد للشاعر /الوزير المفوض /محمد المرتضي مبارك اسماعيل

أصاح تأمل!

فكيف السبيل شقيقة بدر عبيـراً ونوراً ولحناً تفجر
ألح بقلبٍ ليسلـو هـواك فيأبى ويزرى بقولي ويحقر
وما كنت يوماً أسيراً لحسن
ومـا بال قلبٍ يلح عصياً
أغالب شوقاً وأخفي حنيناً فما بال عزمي حطاماً تبعثر
ينادي بنزع وقـارٍ وينذر
لعـل العيون تخاف فتحذر
وكنتُ بحـقٍ أمرت العيون تصون عهود الفؤاد وتستر
ولكن رغمي تبوح وتخبر بثورة قلب يمور ويهدر
تمـر الدقائـق بين يدينا كومضٍ, كجزء ثوانٍ وأقصر
وأنى نحس بمـر زمان وقلب طروب بنورك يسكر
أطل بحسنك كـون جميـل بديع اللحون يشوق ويسحر
فصار الوجود عبيراً وعيداً
خضعنا لحكم بغير قتال وصـرت الأميرة تنهى وتأمر
وصرنا كصيد نحاط فنؤسر
أصاح تأملْ ، فنصر الأمير المليح بغير سـلاح وعسكر
تأمل بملك مليح, شديد الحياء بديع الجمال وأسمر
تأمل بصنع الإله الأتم
مثالاً وأبقى جمالا وأكبر

أبنت الكرام

نــحـث خـطـانـا بألا تــــــؤوب

وتخفى المدينة تغدو سرابا

وينأى الفراق ويغــــدو عسيرا

ويمســـي الزمان أسير يدينا

جمــالٌ وظــرفٌ نقاءٌ وصـــدق

بلطفِ يديك تغـــار الزهـــــور

وصوتك يأتي بعذب اللحــون

وحسنك رغمي يصيب القصيد

لعمرك هذا القريض حريـــــق

بــفــكـرٍ وفـنٍ, بـآنٍ وأمـس

ولمَّا نفيـــــــــق يلـــوح الفراق

أهامس قلبي: ترفق, رويداً

أعـــــــود لداري وحيداً مُعَنَّىً

أبنت الكـــــــرام الأباة الهمام

نســـيم الصباح وسحر المساء نســامر بدراً نراه لمام

وتمضى الطريق لغير مرام

ونبقى سكارى بغير مـدام

ويــذهل عنَّا جمــــيع الأنام

أأنت مـــلاك بـأرضٍ أقــــام

فكيف رميت بقلبٍ ســـهام

ويغــزو فؤادي بكلِّ المســام

فتشدو القوافي بسر الهيام

بقلبي بجفني بجوف العظام

ويمضي باثري ليوم قيــــام

يضــج الفـؤاد ، يصيح: عــلام

تجلــد قليلاً بهــذا المقـــام

فقلبي عصــاني لديك أقام

نمتك بلادٌ ســــقاها الغمام

عبير الورود وفوح الخزام

فعذراً فتاتي

أقـــلبي هــــلمَّ لتـص إليًــه

أرغــم وقـــارٍ ونفــسٍ أبيــة

وفيم التصـــابي, بلغـت عتيَّا

وكنت تخذتك ذخـــــراً وزاداً

وفـــــيم تلــوذ ببعض دروب

عــلام خضــوع لـتلك المهاة

وماذا نقــول لصحبٍ وخـــلِّ

أرغم وعيـدٍ وزجـــرٍ شــــديد

كذاك وصايا ونصحٍ رشيدٍ


فـؤادي شغوف يظل يتوق

لـذات قـــوام مشـوق بديع

فعـــذراً فتاتي إليك ســلاماً

إليـــك وفـاءاً وحبـاً وشــوقـاً

ســــأبقى أبياً برغـم السهادٍ

إلهي أعني إليك شـــــكاتي

أعني بذكـــرٍ ونســكٍ وتــوقٍ كفــاك عنــاداً وروحاً شـقيًة

ذهبت تهيم بتلك الصبيــــًة


وكنــت مــــلاذي لدفع بلــيًة

لســــود ليالٍ تطول عصيَّة


تظـــل تضــج بذكــر النقيًة


وكنـت بعــرش الجمـــال أبيًا

تساموا وماتوا فصانوا القضية

وســــوءِ مصـيرٍ وصفت ملـيا

وقول رفيقٍ تسامى ســــــنيًا

لـذات جــــمال تضئ بهيــًة

يميــد فيغــدو الفؤاد ســبيًا


بكـــلِّ أريج يضــــوع زكيًــــا


يــظـل بمـــر الزمـــان نــديًا

برغــم فؤادٍ ينــوح شــــجيًا

أُريـد خلاصاً وروحــاً رضـيًـا


بحبك أســــــلو وأغدو صفيا

أأنت بحق؟


بربــك ماذا صنعـــــت بقلبي

وكيف غدوت شفاءاً لســـقمٍ

وغيرك ليس يــــــداوى بطبٍ

ذهبـــت وقلبي لجـــلب دواءٍ

وكنت شـــريت الدواء بمالٍ

أنحن ضحايا لجور وظلــــــم

أأمســى الـــدواء بكفك ورداً

كســيت وقاراً وحلماً وحسناً

أقلبي جننت ، سعيت لحتفٍ

أأنت بحـــقٍ ســـتبقى لديها

أصاح رويــدك, مللت عتاب

ســــتعلم يـوماً بأني محــقُّ

وتغرق حتماً بـذات المحيط ليجفو رغمي جميع الصحاب

بوجــه صبوح وبســـمٍ عذاب

لعمـــرك هــذا لشىءٌ عُجاب

فعــدت وحـــيداً فأىُ عقـــاب

ففيم فؤادي بغير حســـــاب

علينا الحسان كأســدٍ بغاب

وبعض رحيــقٍ ولحــناً مذاب

وآي جـــمالٍ تزين شــــــباب

وكيـــف بطــوعٍ تلذ عـــذاب؟

أتقســـم, ويحــى بألاَّ إيـاب؟

ترفق قليلاً بقلبٍ مصــــاب

وليس الهيام بمحضِ كـذاب

وتذكر ذاك حديث صحــــاب



بل أنت لا تدرين

صديقتي أتدرين مَنْ تحتقرين

ومَنْ بإذدراء
ترمقين

ومَنْ إذا رأيت
تلعنين

ومَنْ لسلامه
تتأففين

ومَنْ لمرآه بالغثيان
تشعرين

ومَنْ إذا أشرق
تغربين

ومَنْ إذا أسلم
تكفرين

بل أنت
لا تدرين

ولسوف تدرين وتعلمين

ويومها ستصعقين
وستندمين

وستأتين
تائبةً خاضعةً خائفة

وبمجدنا
ستزدهين

بل أنت لا تدرين

فدونك بطاقتي
صديقتي

ودونك جوازي
عزيزتي

مصنوعة من النضار

روى حديثها الشيخان

سار بذكرها الركبان

بل أنت لا

فلست أبين
خيال يلــوح بكلِ مقــــــام

وذكـرى حبيبٍ تلح بقلبي

وكنت زماناً ظننت فـؤاداً

فلـمــا رآك سليلة بــــدرٍٍ

ولما صدحــت بقـــولٍ كدرِّ

وأني فصيحٌ حذقـت مقالاً

حريق ونزف بكل كيــاني

تلوتك شـــــعراً بكل مقام

أحــــق خلقتِ ككل الأنام

مزجـت بنور وطهر وتقوى

أكاد أُصـــدق فيك الليالي وشـــــوقٌ يذيب ففيم ألام

فأغــــدو كأني صريع مُدام

أناب لرشـــدٍ فصلى وصام

أضـاع وقـاراً فـعاد مــــــلام

أجاب وجيب وحـار الكـلام

فلســت أبين لفـرط هيام

فماذا أقول أيشفي الكلام؟

وصـــــغتك لحناً بفيه الأنام

أأنت مــــلاك بأرضٍ أقـــام؟

وكنت جــــــمالاً يحير الأنام

وأحســــب أنك طيف منـام


أُسامة مرحى
أســامة مرحى وفيم أعيـد

صلاحٌ وتقـوى وفضلٌ وعلمٌ

فليت الحديد يحس أسامَ

وليت الرصــاص تأمل وجهاً

فدون إهابٍ لحارت شظايا

تطب الجراح ولست تبالي

تخلف مجداً وخلقاً وصــدقا

فكيف لأرضٍ تضم الشهيـد

أتأمل صاح بقتل النســــاء

أتأمل صاح وعاد الشـهيــد

ليحلم باغ فـــــذاك محــال وأنت بســـــــمع الزمان نشــيد

أســـامة شـيخي وإنِّي مريـــد

ليعــلم أىُّ الرجـــــال يصـــــــيد

أضــــاء بنـــــور الإله الحـــــميد

أتطــــرق باباً أعـــــنك تحــــيد؟

دُنُوا المــــنايا كحـــــبل الوريـــد

تبيــد الليالي وليســـــت تبيـــد

تخاف البغاة وتخشـــى الوعيد؟

وقصف الصغـار ببأس الحــديد؟

عريساً وأضحى النشيج نشيد؟

بأرضِ الشـــــــهيد جِــــــدُّ

سلوها صحابي
صحابي رفاقي أهذي فتاتي

عجبت لســـلمى أَضاع نُهاها

ضللت فــتاتي أمسٌ عــــراك

وفيم فتاتي حجاب البــــدور

وأين الطمـوح ذاك العنيــــــد

أصار الطـــموح حبيس الثياب

وكانت عيـونك تسبي الرفاق

وفــرعــك موج عــديم المثال

أجابت سليمى ، تكاد تــذوب

أتعجـــــــب أني أطعت إلهي

أتعجــــــــب أني هربت لربي

عشـقت بســلمى ذاك الحياء

وتحــــمل قلباً طــــــهوراً نقيا سلوهاصحابي ألستم حيارا

وفــيم تقيم عليها جـــــــدارا

أســـرت جمالاً يضىءٌ النهارا

وفيم بحسنٍ ضربت ستــــارا

يكاد يشق القميص فــــرارا

وكان لحسن يعد مـــزارا

وتترك فيهم قلوباً ســــكارى

سدلت عليه كثيفاً خـــمارا

وقالت بصوتٍ يضـــــوع وقارا

وكانت حياتي صــغاراً وعارا؟

هجرت صحاباً وكانوا شـرارا؟

وتلك الفضائـل, ذاك الوقــارا

ووجهاً بحب الإله استنـــــارا








لأنت المثال




فؤادي حذاري ألست تتــوب

وكنت شــــــرعت بدأت تعود

ألما أقـــــيم عليك حصـــــاراً

وأني رحلت قصـــدت هروب

لذات جمال مشــــــوق بديع

وذات حــــياءٍ وفكـــــر وعلمٍ

فأيُّ صــــفاءٍ لنفســــي أريد

ورغم الأعادي وبعض عنادٍ

فــــؤادي أتــاك ولما يبالـــي

فعـــــــذراً إلهي لأنت المثال علام تهيم بشـــوق تذوب؟

ألما تعـــدني أأنت كــذوب؟

طفقت أَســدُ جميع الدروب

ففيم هـــياجٌ لماضٍ تــؤوب

كنســمٍ كزهرٍ كلحنٍ طروب

تزين المكان وليسـت لعوب

وقلبي بجنبي يثور غضـوب

وحشــدٍ بأفقٍ يسد الدروب

إليك تخــطى جميع القُلوب

إليك يفيئُ الجــمال يتــوب



ويأبى الفؤاد

هتفت بقلبــي ذاك العنيــــد

علام الهدير حطمت ضلوعي

علام العويل فضحت هيامي

هتفت بخــــطوي هــــلمَّ بنا

ويابى الفــــؤاد الكليم العنيد

إليك إلهي شــكوت الشقى

إلهي أعـني ألجني حــماك عــــلام التجني وفيم تهيم؟

عــــلام وفيم وماذا تــــروم؟

هــــدرت وقاري وكنت كتوم

صـــلاءٌ ونــــــارٌ ففيم نقـيم؟

يـــــدوي زئـــيراً كليثٍ أضيم

شكوت الغوى فؤادي الأثيم

عـناءٌ مصابٌ ، وخطب عظيم

تتوق لنيل
أمهـــلاً معــــز أنخ الــركـــــــاب

مكثت بهـــذي البــــــــلاد طويلاً

أشــوق لديك لسلمى وسعدى

قنعـــــــت ولما تفـــــــوز بظبيِّ

أحق معـــــز وســــــــعت كتاب

تتــــــــــــوق لنيل ليروي ظماك

أحقاً صــــمدت ولما تعـــــــــاب

أزادك كــــان وفـــــــــاءاً لبنـــت

تضيء جمالاً وســــــــحراً ونوراً

تجيب بصـــــــــــوت يذوب حياءاً

فيضحى الزمان رقيقاً شــــفيفاً

فتغدو حصوراُ بســـــحرٍ وحسن

لتذهب معــــز أطلت بعـــــــاد

فمــــنذ رحــــلت إليك صديقي

فحين تعــــــود يعـــــــود الحبور

وحين تعـــــــود يعــود الربيــــع تجــــــــلد قــــليلاً ، تريـــــث لآب

ففيم عجلت تريـــــد ذهــــاب؟

وكل جـــــميل وغــــضِّ الإهاب؟

وهــن جــــمالٌ ســــلبن لباب

ولما تهــــــيم تـــذوق رضــــاب؟

فكل الشــــراب عـداه ســـــراب

ظللت صبـــــوراً بســـــبر كتاب؟

تحــــــنُ إليك وترجــــو الإيـــاب؟

فهــــذي يـــداها تــزين خضاب

فتجلو الحروف ويســمو الخطاب

وينـــدى المـــكان كقطر أصـــاب

كأنك لســـت ســــــــمير صحاب

فأنت بعشــــــق الديار مصـــاب

يحن جــــدار ويطرق باب

تضوع الزهــــــور ويفــنى اليباب

إليك يبــــــــوح بطــــــــول عتاب

ذيّاك البريق
أعــــذراً صحــابي, وكيف نطيق حيـــاةً وأنــساً بغيــر الفريـــق ؟

ســــــماح وفضـــــل وجودٌ وعلم لأنت الصـــــديق ونعــم الرفيق

وإنــي ظللت أناجـــي القوافـي لأقبس نـــوراً بــذاك البــــــريق

فتآبى حروفي وتــذوي القوافي وتغدو لحــزن بشـــــــعر تضيق

أحق صحابي ســـــينأى الفريق أنحن بحــلم ؟ ســـنصحو نفيق

ومـن ذا يحيك لعبــــــد الرحيــــم شــــراكاً ، أأصبح حــــراً طليق ؟

ســتبقى بهــــذي الديـــار جمالاً وعطـــــراً ونوراً يضيء الطريق

وذكـــرك يبقى بذهن الجميع كباقــــة زهـــر وغصــنٍ وريــق

إليـك تنادى الجميــع بـشـــــوق فكاد إلـيــك يسيـــــر الطريـــق

لأنـــك أنــت ظللــــت حفــــــــيّاً بطفـــــلٍ بشيخٍ بكلٍ وثــــــــيق

وحـــزت بقــلب الجمـــــيع مقاماً عليًّا فصـــــرت بحــــبٍ خليـــق

فعــــذراًُ ، عجزنا مقــــــــالاً ومالاً لنســـــدي إليك وفــــــاءاً يليق

فعـــدت ســــليماً معافــىً لأهلٍ و جارٍ وخــــــــلٍ وكلِ صديـــــق

تعــــود لنــــيل تـزيا بحســــــــن فعـــاد ربيعـــــاً بعيد حـــــــريق


- 1 -
فيغــدو كأنثى تضىء ســـــــناءاً وتزهــــو بجيد وقــــدِّ رشــــيق

فيســــعى إليها الوجود جميـــعاً للثمة ثغــــــر ورشــــفة ريـــق

تجيـــــب بأهـــل ولكن بعــــــــز فلســنا لدنيا ، حـــياءاً نريــــــق

فمـــن ذي كمـــــثلك أنتِ جمـالاً وذوقاً وتقـوىً وحســـــاً رقيق؟

حمــــاك الإله بحــــــولٍ ومكـــــرٍ ورد الأعـــــــــادي وكيداً يحـيق

وســــــاد بنيـك جميـــــعاً وئـــام كحســن نســــــــيج بدرِّ نمـيق

فأضحو كصحب رســـــــول أمين تآخـــــــــوا ، فكلٌ بكلٍ رفيــــق


- 2 –
شعري وجوم
نكافح صرعى بسحر صباك
ولما أتينا لساح حماك
فكيف أتانا نذير هواك؟
وأيُ اللغات لوصف سناك؟
وأيُ فرات كعذب لماك؟
أمهلاً فتاتي وماذا دهاك
لتبغي قريضاً يوازي بهاك
حروفي تتوه بسحر العيون
وشعري وجوم بتلك الفنون
وقلبي فتون يلذ المنون
وتضحك جذلى فيهمي المطر
ويلثم نسمٌ خدود الزهر
وتزهو الطيور تتيه كبر
ويبسم ورد زكي عطر
وتصغي الجداول حتى الحجر
لبوح الغرام كمثل القدر
لأنك أنت جمالاً أسر
فأنى نسير وكيف نمر
وتلك العيون بسفح القمر
تبين الكثير المثير الخطر


- 1 -
تضيء بلحظٍ عليه فتر
تمارس قتلى ولما تدر
فأيِ مآلٍ وأيِ قدر
أحقاً صحابي غدونا أسارى؟
أنحن بحلم أنهذى سكارى؟
وأيُ جمالٍ بثوبك سارا
وكم ذا قتيلٍ بسهم العذارى
يموت بعشقٍ وليس شجارا
أجار الغرام وضل مسارا
وفيم رمانا سهاماً ونارا
وضم فؤاداً بغصبٍ وغارا
فأمسى عصيَّاً لجوجاً وثارا
وبعد فتاتي ألما أشر
لذات حياءٍ وذاتِ خفر
بحسن قوام ذهول بصر
ومهما غضضت يظل خطر
بقلبك تحيا بلون الزهر
بلطف النسيم بحسن الدرر
إلهى أجرني ودربي أنر
فأنت كريم غفور عذر

- 2 -
ولسنا بأسرى
ظننت بأنا سكارى وأسرى
وأنًا عشقنا بذاك الجمــال
وأنك سـهم أصاب الفؤاد
وأنك غيمٌ تغشــى البلاد
فمهلاً فتاتي فلسـنا بصرعى
بُعُثْتِ إلينا لصــيد قلوب
لقيت أوناساً بضمِّ وشمِّ
وليتك كنت حصـاناً كأهلٍ
منحــتكِ رفقاً ووداً نقيا
رآني أوناسٌ أهــشٌ إليك
وظنوا بأني صــريع هواك
أداروا الكـؤوس بصيد ثمين
فخبتِ فتاتي وخــاب لئامٌ
أليس الجمال بروضٍ وغيـدٍ
وبعضُ العباد عكـوفاً عليه
تراهم سجوداً بقطرة حسنٍ
وآي الجمال بكـلِّ الوجود
فتوبي فتاتي لـرب غفـور بطرفٍ يضيءُجمالاوسحرا
خداً أسيلاً ونهداً وخصرا
فأمسى يعاني صدوعاًوكسرا
ونحـنٌُ ظماءٌ نؤمــل قطرا
بسحر الحسان ولسنا بأسرى
ومن ذا يصيد ليوثاً هزبــرا
فليت سموت خـلاقاً وقـدرا
أضاءوا الوجود عفافاً وطهرا
ففيم جزائي عقـوقاً وغـدرا
فطاروا خفافاً يزفون بشـرى
وأني إليك سـأركض قسـرا
يخون البلاد ويفشـي سـرا
أحالوا الجمال فسوقاً وشـرا
طريقاً لرب الجمال وسـفرا
أضاعوا الجمال جحوداً وكفرا
علاهم ذهول جناناً وفكـراً
نعيماً حباه الجـميل الأبـرا
تزادي جمالاً ونوراً وسـحرا






مرثية في الشاعر مصطفى سند

آسين لفقد قوافي القريـض فليست لحزن غناءاً تريــد
تصوح زهر وأطبق ليــل وشدت مآق بدمع هريــــق
أحقاً مضيت أمير النشيــد أذاك بحلم سنصحو نفـبـــق
فآنى لقلبي عزاءاً وسلوى وشب بنهرالدماءحريـــق

أنفس لديك تذاكت ورقــت فتاقت لسحر الجنان رفيــق
ومن ذا كمثلك أهدى القصيد وأضفى عليه حضوراً أنيـق
أثمة شعر تآخى لديـــــــــه أصيل وعصر فكان رحيـق
وروعة لحن تناغم فيــــــه فراش وغيم بوزن دقيــــق
وكنا إليك نـــلاحق شــوقاً يكاد بلهف يحس الطريـــق
ولما قنعت لعز البـــــــلاد بمحض أداء كبعض فريــق
فرحت تسوق إليها المعالي لتضحى بذكر منيف عريــق
وظلت برغم الصروف آبياً فلست لدنيا حياءاً تريــــــق
ستبقى بهام الزمان منـــاراً لعلم وفن وحسن وريــــــق
وفنك يبقى بسمع الوجــود طريًَاً ورطباً لساناُ وريـــق
فأنزل إلهي فيوض جنــان بعبد آتاك بقلب رقيــــــــق
ليلقى نبيك وآل وصحــب عليهم صلاةً, سلاماً يليــق